نشأ عيسى طفولته كسائر الأطفال ، و قد سافر به يوسف النجار إلى مصر مع امه حينما أمر هيردوس حاكم فلسطين بقتل كل طفل في بيت لحم ، و أقاموا هناك إلى أن مات هيردوس ثم عادوا إلى الناصرة ، و حين بلغ عيسى الثانية عشر من عمره ، رحل مع امه إلى بيت المقدس
بدأ عيسى ينصت إلى أحاديث الكهنة فوجد القوم يؤمنون بكل قول و يصدقون كل حديث ، فأنكر كل ما وجده غير صحيح ، إلا أن بعض الناس قد نقموا عليه جرأته و أنكروا تساؤلاته ، إذ لم يعتد أحد قبله على مجادلة الكهنة ، لكنه ظل يناقش بالحق و يحاور العلماء و الحكماء
رجع عيسى بعد ذلك مع أمه إلى الناصرة ، و لما بلغ الثلاثين من عمره نزل عليه جبريل الأمين ، و كانت تلك بداية رسالته ، و تلقى بعد ذلك من ربه كتاب افي لإنجيل الذي جاء مصدقاً لما بين يديه من التوراة ، و أخذ يدعو الناس لرسالته و متابعته ، و يسعى في رد اليهود عن زيغهم و يبين لهم حقيقة التدين و جوهره ، لأن النزعة المادية قد غلبت عليهم كل شيء ، و لأنهم قد قاموا بتحريف شريعة موسى السمحة و أصبح همهم جمع المال فقط
سطع نجم عيسى بعد بعثته ، و اخذ بمنطقه العذب يخرج الناس من الظلمات إلى النور و يهدي إلى الطريق المستقيم
ارتحل عيسى إلى بيت المقدس و اختار يوم عيد و وقت اجتمتع و عرض دعوته على الوافدين من القرى و المدن ، فالتف الناس حوله و تفتحت قلوبهم لحديثه ، مما أثار حفيظة و غضب الكهنة و أخذوا يفكرون في التخلص منه إلا أنهم لم يستطيعوا ذلك لأن الله قد حفظه و أيده بنصره ، و بما ان الطب قد كان قائماً حينها ، فقد أيده الله بمعجزات تفوق الطب الذي توصل إليه الناس في تلك الأوقات ، و قد كان يخلق من الطين كهيئة الطير و ينفخ فيه فيكةن طيراً بإذن الله ، و يبرئ الأكمه و الأبرص و يحيي المتى بإذن الله
و قد جاء في القرآن آيات تنوه على نبوة عيسى عليه السلام منها ما جاء في سورة آل عمران
إِذْ قَالَتِ المَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي المَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ(48) وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأبْرَصَ وَأُحْيِي المَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (49) وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50) إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (51)
اقرأ المزيد عن قصة النبي عيسى
اقرأ المزيد عن ولادة النبي عيسى
اقرأ المزيد عن مائدة عيسى السماوية
المراجعالأستاذ الدكتور وهبة الزحيلي , 1992 , القصة القرآنية هداية وبيان ,دار الخير للطباعةوالنشر
المقالات المتعلقة بنبوة عيسى و معجزاته